السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من درس تحرير أقوال المفسرين المتباينة:
اقتباس:
● المراد بالشفق في قوله تعالى: (فلا أقسم بالشفق) قد أورد ابن كثير في معناه أقوالا عن السلف. القول الأول: أنه الحمرة. روي عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وعبادة بن الصّامت وأبي هريرة وشدّاد بن أوسٍ وابن عمر ومحمّد بن عليّ بن الحسين ومكحولٍ وبكر بن عبد اللّه المزنيّ وبكير بن الأشجّ ومالكٍ وابن أبي ذئبٍ وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. القول الثاني: أنه البياض، وهو مروي عن أبي هريرة. القول الثالث: أنه اسم للبياض والحمرة فهو من الأضداد، قال ذلك ابن جرير وآخرون. القول الرابع: أنه حمرة الأفق قبل طلوع الشّمس، قاله مجاهدٌ. القول الخامس: أنه حمرة الأفق بعد غروب الشمس، وهذا القول كما ذكره ابن كثير ذكره السعدي والأشقر. القول السادس: أنه النّهار كلّه، وهو رواية أخرى عن مجاهد. القول السابع: أنه الشّمس، وهو رواية ثالثة عن مجاهد، رواهما ابن أبي حاتمٍ. قال ابن كثير: وإنّما حمله (أي مجاهد) على هذا قرنه بقوله تعالى: {واللّيل وما وسق} فكأنه أقسم بالضياء والظلام). ورجح ابن كثير القول الخامس: أن الشفق هو حمرة الأفق التي تكون بعد غروب الشمس، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عنه عبد اللّه بن عمرٍو، قال: ((وقت المغرب ما لم يغب الشّفق)). رواه مسلم. وكذا قال عكرمة، وهو المعروف عند أهل اللغة كالخليل بن أحمد والجوهري، ذكره ابن كثير. |
لماذا لم نجمع القول الأول والرابع والخامس ونقول: الحمرة سواءاً حمرة الأفق قبل طلوع الشّمس أو حمرة الأفق بعد غروب الشمس وهذا حاصل قول فلان وفلان؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يصحّ أن تجمع هنا في مساق واحد وتنسب لهؤلاء المفسرين؛ لأن من قال بالقول الثاني خصص المراد بالشفق بكونه الحمرة قبل طلوع الشمس، ومن قال بالقول الخامس خصصه بما يكون بعد غروب الشمس، وهذان القولان متباينان، فإذا كان المفسّر الذي يدرس هذه الأقوال يرجّح الجمع بينهما فيكون الجمع قوله هو ، لا يصحّ أن ينسبه إلى أصحاب القول الثاني ولا إلى أصحاب القول الخامس.