في الدرس الثالث من دروس المهارات الأساسية في التفسير استخلص بعض مسائل التفسير لكني لم أفهم كيف تم استخلاصها.
لو تفضلتم بمزيد توضيح . جزاكم الله خيرا.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: الرّجع: المطر. وعنه: هو السّحاب فيه المطر. وعنه: {والسّماء ذات الرّجع}: تمطر ثمّ تمطر. وقال قتادة: ترجع رزق العباد كلّ عامٍ، ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم. وقال ابن زيدٍ: ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ههنا (المراد بالرجع) + (الحكمة من تسمية المطر باالرجع) ). |
من أين فهمنا مسألة :" الحكمة من تسمي المطر بالرجع".
ونفس السؤال من تفسير السعدي:
اقتباس:
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ):(ثمَّ أقسمَ قسماً ثانياً على صحةِ القرآنِ (المقسم عليه)، فقالَ: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} (المقسم به) أي: ترجعُ السماءُ بالمطرِ كلَّ عامٍ (المراد بالرجع) + (الحكمة من تسمية المطر بالرجع) ). |
وأيضا:
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({والأرض ذات الصّدع}. قال ابن عبّاسٍ: هو انصداعها عن النّبات (المراد بالصدع) + (الحكمة من وصف النبات بالصدع) ). قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): (12- {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} هُوَ مَا تَتَصَدَّعُ عَنْهُ الأَرْضُ من النباتِ والثِّمارِ وَالشَّجَرِ (المراد بالصدع) + (الحكمة من وصف النبات بالصدع)). كيف استخلصنا مسألة: (الحكمة من وصف النبات بالصدع). |
بارك الله فيكم
ينبغي لطالب علم التفسير أن يحسن تأمّل أقوال المفسّرين ليتعرّف على المسائل التي يتحدّثون عنها؛ فالتعرف على مسائل التفسير هو أصل مهارات التفسير، ومن فاته معرفة مسائل التفسير فاته شيء كثير من علم التفسير، ولذلك عقدت الدورة في المهارات الأساسية في التفسير وضربت الأمثلة ووضعت التطبيقات لأجل أن يتقنها الطلاب في بداية دراستهم في برنامج إعداد المفسّر.
وإجابة على سؤالك؛ لنتأمّل هذه الجملة: (قال ابن عبّاسٍ: الرّجع: المطر. وعنه: هو السّحاب فيه المطر) ؛ إذن هذه المسألة فيها بيان المراد بالرَّجع في قول الله تعالى: {والسماء ذات الرَّجع} ؛ فلو سُئلت: ما هو الرجع؟ أو ما المراد بالرجع في هذه الآية؟
أمكنك أن تجيبي بأنّه: المطر أو السحاب الذي فيه المطر؛ بناء على هذه الجملة التي تأملناها، وأن هذين القولين مرويّان عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وإذا تأملت: قول ابن كثير: (وقال قتادة: ترجع رزق العباد كلّ عامٍ، ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم، وقال ابن زيدٍ: ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ههنا).
وجدت أنّ كلام قتادة وكلام ابن زيد قد تعرض لبيان المراد بالرجع وسبب تسميته بذلك.
- فقول قتادة معناه: أن السماء قيل لها: (ذات الرجع) لأنها ترجع رزق العباد كل عام، أي يتكرر إتيان الرزق منها؛ فقوله فيه تفسير لمعنى الرجع، وهو أعمّ من أن يكون المراد به المطر أو السحاب.
- وقول ابن زيد معناه: أن السماء سميت بذات الرجع لأنّ ما فيها من النجوم والشمس والقمر ترجع للإشراق بعد الغروب، فهي تشرق ثم تغيب، ثمّ ترجع للإشراق.
وهو قول مخالف لقول قتادة، وقول ابن عباس.
والمقصود أن الطالب ينبغي أن يتأمّل أقوال المفسرين ويستخرج المسائل منها، ويتدرّب على ذلك حتى يتقن هذه المهارة، وهي سهلة إن شاء الله تعالى.