في آية الروم
اقتباس:
{وقال الذين أُوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث} |
تقدم ذكر العلم على الإيمان هنا، فما السبب؟
وفي آية المجادلة
اقتباس:
{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات} |
تقدم ذكر الإيمان على العلم.
وكيف التوفيق بين هذه الآية والآية السابقة؟
وكيف التوفيق بين الآية الأولى وبين ما رُوي عن ابن عمر وما روي عن جندب؟
اقتباس:
- عن القاسم بن عوف الشيباني قال: سمعت ابن عمر ، يقول : " لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فيتعلم حلالها وحرامها ، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن " ، ثم قال : " لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره ، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل " . |
اقتباس:
- عن جندب بن عبد الله قال: كنا غلمانًا حزاورة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتعلمنا الإيمان قبل القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا، وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان. |
من القواعد المهمّة في بحث مسائل أسباب التقديم والتأخير في القرآن الكريم مراعاة السياق؛ ففي آية المجادلة ورد الأمر بفسح المجالس؛ فناسب تقديم الإيمان لأنه أقرب إلى التسليم، وفي آية الروم الحديث عن الشهادة بين يدي الله تعالى يوم القيامة فناسب تقديم العلم.
وأما ما ورد في الأحاديث؛ فليس مرادهم أنهم أتوا الإيمان قبل القرآن؛ أنهم لم يعلموا قبل ذلك؛ فإنّ الإيمان لا يكون إلا بعلم، وكيف يصدّق الأمر بشيء لا يعرفه؟!!
وإنما المراد أنّ عنايتهم كانت متّجهة لتدبّر ما بلغهم من القرآن والاهتداء به قبل الازدياد من حفظه وتلاوته على غير فهم وتدبّر واهتداء، ولذلك كان الرجل منهم إذا قرأ سورة البقرة عظم في أعينهم؛ لأنّ قراءته على منهج الصحابة رضي الله عنهم كانت قراءة تفقّه وتدبّر واهتداء وعمل.