الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن معنى إذلال العلم ومناهج العلماء في معاملة الكبراء

0

0

0

نوف الدوسري
طالبة علم


10:12 29-11-1436 | 13-09-2015

جاء عن الإمام البخاري بأنه قال:

اقتباس:

أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة؛ لأني لا أكتم العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار)).

* أن نحث عليه من ابتعد ونحاول التواصل معه لأجل إكمال ما بدأ هل أيضا هذا من إذلال العلم؟ أم أن هذا من العون على البر والتقوى؟
وكيف يكون إذلال العلم؟ -بارك الله فيكم- لو تضعون صورا لنا من ذلك حتى نستوعب.

جزاكم الله خيرا


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
10:13 23-12-1436 | 06-10-2015

إذلال العلم يكون بجعله وسيلة للتأكّل به عند الكبراء أو ابتغاء الجاه والمنزلة عندهم، فيبذله لهم وهم ليس لهم رغبة في الانتفاع به فيما يقرّبهم إلى الله، وإنما يريدون من ورائه شيئاً من متاع الدنيا.

وأما بذل العلم بنيّة صالحة لمن يُظنّ أنّه ينتفع به من الكبراء وغيرهم فهذا من البذل النافع، ودعوة المقصّر وتنبيهه ونصحه هذا من النصيحة المأمور بها إما وجوباً وإما استحبابا بحسب الحال ما لم يعارض ذلك معارض أرجح.

وقد كره بعض السلف غشيان مجالس الكبراء كالحاكم ووزرائه وأصحاب الثروة والترفع من الناس ممن يمدّ الناس إليهم أبصارهم ويطمعون فيما في أيديهم؛ وعدّوا إتيانهم في غير دعوة ونصيحة وإنما لمقاربتهم والانتفاع بهم في بعض أمور الدنيا عدّوا ذلك من إذلال العلم؛ وقد كان بعض أهل العلم يتصبّر على ما يجد من الفاقة وشدّة الحاجة ولا يذهب إلى مجالس هؤلاء لئلا يذلّ نفسه بالتعرّض لهم ولا يذلّ ما يحمله من العلم ، وإنما يبدي حاجته لبعض إخوانه ومن يقبل كرامتهم وعونهم ممن يتوسّم فيهم حسن القصد، وفي ذلك قصص وأخبار كثيرة عن السلف رحمهم الله.

ومن أهل العلم من يرى أن التقرّب إليهم وكسب مودّتهم عون على أمور كثيرة من مصالح المسلمين كبناء المساجد وإقامة حلق العلم وغيرها من المصالح الكثيرة، وقد كان بعض كبار العلماء يعملون لدى بعض أصحاب السلطان حتى إنّ منهم من كان يتولّى تأديب أولادهم وتعليمهم.

وكل مسلك من هذين المسلكين له حظه من النظر، والعبرة بحال المرء؛ فإن كان يخشى على نفسه الفتنة بمخالطتهم ومصاحبتهم فليجتنب مجالسهم وغشيانها، ومن كان يرجو أن يثبت على إرادة الحقّ والعمل به، ويرجو أن يجري الله على يديه خيراً بمخالطتهم ومصاحبتهم من السعي في حوائج الناس وتحقيق عدد من المصالح الشرعية فهو على سبيل خير.

وأما من كان لا يريد منهم إلا متاع الحياة الدنيا فهو على خطر من الافتتان بهم وإذلال نفسه لهم.