29 Aug 2015
الدرس الثامن: تحرير الأقوال المتفقة والمتقاربة في مسائل التفسير
من المهارات الأساسية التي ينبغي لطالب علم التفسير أن يتقنها تصنيف أقوال المفسرين في المسائل التي يدرسها إلى أحد ثلاثة أصناف:
وهي الأقوال التي تتوارد على معنى واحد وإن اختلفت الألفاظ، ولذلك يمكن جعل الأقوال في هذا الصنف على مرتبتين:
ومن أمثلتها:
{وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً}:تفسير قول الله تعالى - قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأسقيناكم ماءً فراتًا} عذبًا زلالا من السّحاب، أو ممّا أنبعه اللّه من عيون الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 8/299] - قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً}؛ أي: عَذْباً زُلاَلاً، قالَ تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 904] - قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : ({وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا} أيْ: عَذْباً). [زبدة التفسير: 581] نجد هنا أنّ الأقوال اتفقت لفظاً ومعنى على أنّ معنى {فراتاً} : عذباً. |
تفسير قول الله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)} - قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله: {هل في ذلك قسمٌ لذي حجرٍ} أي: لذي عقلٍ ولبٍّ وحجاً. وإنما سمّي العقل حجراً؛ لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال، ومنه حجر البيت؛ لأنه يمنع الطائف من اللّصوق بجداره الشاميّ، ومنه حجر اليمامة، وحجر الحاكم على فلانٍ إذا منعه التصرّف، {ويقولون حجراً محجوراً}، كلّ هذا من قبيلٍ واحدٍ ومعنًى متقاربٍ، وهذا القسم هو بأوقات العبادة وبنفس العبادة من حجٍّ وصلاةٍ، وغير ذلك من أنواع القرب التي يتقرّب بها إليه عباده المتّقون، المطيعون له، الخائفون منه، المتواضعون لديه، الخاشعون لوجهه الكريم). [تفسير القرآن العظيم: 8 / 394] - قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {هَلْ فِي ذَلِكَ} المذكورِ {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} أي: عقلٍ؟ نعمْ، بعضُ ذلكَ يكفي، لمنْ كانَ لهُ قلبٌ أو ألقَى السمعَ وهوَ شهيدٌ). [تيسير الكريم الرحمن:923] - قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ({هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} الحِجْرُ: الْعَقْلُ، فَمَنْ كَانَ ذَا عَقْلٍ وَلُبٍّ عَلِمَ أَنَّ مَا أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ منْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ حَقِيقٌ بِأَنْ يُقْسَمَ بِهِ). [زبدة التفسير: 593] |
قال ابن كثير: {لذي حجر} أي: لذي عقل ولبّ وحجا.
وقال السعدي: {لذي حجر} أي: عقل.
وقال الأشقر: {لذي حجر} الحجر: هو العقل.
فاتفقت أقوال هؤلاء المفسرين على أنّ الحِجْرَ هو العقل.
________________________________________________________________________
والمرتبة الثانية: أقوال مختلفة لفظاً متّفقة معنى.
تفسير قول الله تعالى: {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)}- قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فسوف يدعوا ثبوراً} أي: خساراً وهلاكاً {ويصلى سعيراً}). [تفسير القرآن العظيم: 8 / 358] - قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً} منَ الخزيِ والفضيحةِ، وما يجدُ في كتابِه منَ الأعمالِ التي قدَّمَها ولمْ يتبْ منهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 917] - قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(11- {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً}؛ أَيْ: إِذَا قَرَأَ كِتَابَهُ قَالَ: يَا وَيْلاهُ! يَا ثُبُورَاهُ! وَالثُّبُورُ: الْهَلاكُ). [زبدة التفسير: 589] |
وهي الأقوال التي تدلّ على معانٍ متقاربة.
تفسير قول الله تعالى: {تظنّ أن يُفعل بها فاقرة}- قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي(ت:774هـ): ({أن يفعل بها فاقرة} قال مجاهد: داهية. وقال قتادة: شر. وقال السدي: تستيقن أنها هالكة. وقال ابن زيد: تظن أن ستدخل النار). [ تفسير القرآن العظيم: 8 / 281 ] |
الداهية والشرّ والهلاك معانٍ متقاربة، والظنّ بأنها ستدخل النار داخل في هذه المعاني.
المثال الثاني: معنى {جابوا} في قول الله تعالى:{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)}
تفسير قول الله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)} - قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وثمود الّذين جابوا الصّخر بالواد} يعني: يقطّعون الصخر بالوادي. قال ابن عبّاسٍ: ينحتونها ويخرقونها، وكذا قال مجاهدٌ وقتادة والضحّاك وابن زيدٍ، ومنه يقال: (مجتابي النّمار) إذا خرقوها، واجتاب الثوب إذا فتحه، ومنه الجيب أيضاً، وقال الله تعالى: {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين}). [تفسير القرآن العظيم: 8 / 396 ] - قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ({وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}أي: وادي القرى، نحتُوا بقوتهمُ الصخورَ، فاتخذوها مساكنَ). [تيسير الكريم الرحمن: 923] - قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ({وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} كَانُوا يَنْحِتُونَ الْجِبَالَ وَيُنَقِّبُونَهَا، وَيَجْعَلُونَ تِلْكَ الأنقابَ بُيُوتاً يَسْكُنُونَ فِيهَا، وَوَادِيهِمْ هُوَ الحِجْرُ، أَوْ وَادِي الْقُرَى، عَلَى طَرِيقِ الشَّامِ مِن الْمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ). [زبدة التفسير: 593] |
الأقوال المستخلصة:
- قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد: (ينحتونها ويخرقونها) ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
- وقال ابن كثير: يقطّعون الصخر.
- وقال السعدي: (نحتوا بقوّتهم الصخور).
- وقال الأشقر: كانوا ينحتون الجبال وينقبونها.
تصنيف الأقوال: متقاربة.
التوضيح:
النحت والخرق والقطع والنقب ألفاظ متقاربة المعنى، وبينها فروق بيانية دقيقة لكنّها تجتمع على الدلالة على أصل المعنى وهو إحداث تجويفات في الصخور يمكّنهم من اتخاذها مساكن.
- رُوي عن ابن عباس أنه قال في تفسيرها: (ما أنتم بنافعي وما أنا بنافعكم). - قال عامر الشعبي: (ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي). - وقال مجاهد: (بمغيثي). - وروي عن الحسن البصري أنه قال: ({وما أنتم بمصرخي} قال: بناصري). - وقال قتادة: (ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي). - وقال محمد بن كعب القرظي: ({ما أنا بمصرخكم} يقول: بمغن عنكم شيئاً). - وقال الربيع بن أنس البكري: (ما أنا بمنجيكم، وما أنتم بمنجي). - وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ({ما أنا بمصرخكم} ما أنا بناصركم ولا مغيثكم، {وما أنتم بمصرخي}: وما أنتم بناصري ولا مغيثي لما بي). |
هذه الأقوال تدلّ على أنّ الإصراخ هو الإغاثة والنصرة والإنجاء والغَناء والنفع، وهذه معانٍ متقاربة لأن كلّ كلمة تدلّ على معنى غير معنى الأخرى، لكنها متقاربة غير متباعدة ولا متنافرة.
وأصل الاستصراخ في اللغة طلب الغوث طلباً شديداً لما يكون فيه الطالب من حال كرب عظيم وشدّة بالغة؛ والمُصرِخ هو المغيث الذي يستجيب لاستصراخه فينجيه من كربه، ويكفّ عنه الشرّ الذي غشيه.
ومن فعل ذلك فقد نفعه، وأغنى عنه، ونصره.
فهذه الكلمات متقاربة؛ فمنها ما هو ألصق بأصل المعنى، ومنها ما هو ألصق بلازمه وأثره.
وهي الأقوال التي تدلّ على معانٍ مختلفة، والاختلاف في التفسير على مرتبتين:
وسنتناول شرحها في الدرس القادم بإذن الله تعالى.
تفسير قول الله تعالى: {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)}- قال عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي(ت:542هـ): (والمريج: معناه: المختلط، قاله ابن زيد، أي بعضهم يقول ساحر، وبعضهم كاهن، وبعضهم شاعر إلى غير ذلك من تخليطهم، وكذلك عادت فكرةُ كلِّ واحد منهم مختلطةً في نفسها. قال ابن عباس: « المريج: المنكر ». وقال مجاهد: « الملتبس ». والمريج المضطرب أيضا، وهو قريب من الأول، ومنه الحديث: « مرجت عهود الناس » ومنه: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ}. وقال الشاعر: مرج الدين فأعددت له مشرف الحارك محبوك الكتد). [ المحرر الوجيز: 5 / 157 ] |
التطبيق الثاني: حرر القول في تفسير قول الله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ}
تفسير قول الله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}- قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي(ت:774هـ): (ثم قال تعالى ذامّا للمشركين أيضاً: {وإذا ذكر الله وحده} أي: إذا قيل: لا إله إلا الله {اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} قال مجاهد: « {اشمأزت} انقبضت ». وقال السدي: « نفرت ». وقال قتادة: « كفرت واستكبرت ». وقال مالك، عن زيد بن أسلم: « استكبرت » كما قال تعالى: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} أي: عن المتابعة والانقياد لها. فقلوبهم لا تقبل الخير، ومن لم يقبل الخير يقبل الشر؛ ولهذا قال: {وإذا ذكر الذين من دونه} أي: من الأصنام والأنداد، قاله مجاهد. {إذا هم يستبشرون} أي: يفرحون وُيسرّون). [ تفسير القرآن العظيم: 7 / 102 ] |
التطبيق الثالث: حرر القول في تفسير قول الله تعالى: { وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}
تفسير قول الله تعالى: { وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) }- قال محمد بن جرير بن يزيد الطبري(ت:310هـ): (- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن جريج قال، أخبرني رجل عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس}: « أليم وجيع ». - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {بعذاب بئيس} قال: « شديد ». - حدثني المثني قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {بعذاب بئيس}: « أليم شديد ». - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: {بعذاب بئيس} قال: « موجع ». - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: {بعذاب بئيس} قال: « بعذاب شديد »). [ جامع البيان: 10 / 527 - 528 ] - قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي(ت:327هـ): (- حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: {بعذاب بئيس} قال: « أليم شديد ». - أخبرنا محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلي، أنبأ عبد الرزاق قال: قال: ابن جريج: وحدثني رجل، عن عكرمة عن ابن عباس: {بعذاب بئيس} قال: « أليم وجيع »). [ تفسير القرآن العظيم: 5 / 1602 ] |
- تحرير القول يشمل استخلاص المسائل والأقوال وتصنيفها وتعرّف حجج الأقوال.
المثال الأول
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)} الحاقة.
دراسة أقوال المفسّرين في أي مسألة تتضمّن أربع خطوات :
الأولى: حصر الأقوال الواردة في المسألة ومعرفة عددها.
الثانية: جمع أدلّة وحجج كل قول.
ونعني بالأدلة ما يستدلّ به المفسّر لقوله من القرآن، والسنة، ولغة العرب، وغير ذلك من أنواع الأدلّة التي ستدرسونها بالتفصيل إن شاء الله.
الثالثة: إسناد كل قول إلى قائله.
الرابع: النظر في الأقوال، وبيان مدى اتفاقها واختلافها.
وأخيرا: نضع المطلوب وهو ذكر خلاصة أقوال المفسّرين في المسألة.
وننبه على أن الخطوات الأربعة المذكورة يقوم بها الطالب في مسوّدة خارجية، لأن المطلوب فقط هو الخطوة الأخيرة، ومع الوقت بإذن الله يستطيع الطالب اختصار كثير من الخطوات ويقوم بها ذهنيا فقط، ويضع خلاصة الأقوال مباشرة.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} يعني: القرآن، كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {وَإِنَّهُ}؛ أي: القرآنَ الكريمَ قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (ت: 1430هـ) :{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} أيْ: إنَّ القرآنَ لتَذْكِرَةٌ لأَهْلِ التَّقْوَى؛ لأنهم الْمُنتفعونَ به. |
تفصيل الخطوات:
- الأقوال الواردة في مرجع الضمير:
1: ما ورد في تفسير ابن كثير: أنه القرآن.
2: ما ورد في تفسير السعدي: أنه القرآن.
3: ما ورد في تفسير الأشقر: أنه القرآن.
- جمع أدلّة كل قول.
1: أدلّة ابن كثير: قوله تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44].
2: أدلة السعديّ: ____
3: أدلّة الأشقر: ____
- الثالث: إسناد كل قول إلى قائله.
الأول: ذكره ابن كثير.
الثاني: ذكره السعدي.
الثالث: ذكره الأشقر.
- الرابع: النظر في الأقوال، وبيان مدى اتفاقها واختلافها.
أقوال المفسّرين الثلاثة متفقة.
- أقوال المفسّرين الثلاثة متفقة، أي أنه قول واحد كرر في التفاسير الثلاثة، وربما تختلف الألفاظ قليلا لكنها في النهاية ترجع إلى قول واحد، فنعبر عنها بعبارة واحدة، ثم نذكر أدلّة من أوردوا أدلّة على كلامهم، ثم ننسب هذه العبارة الواحدة للمفسّرين الثلاثة.
ما سبق كان فقط لبيان الخطوات وشرحها، وهذه الخطوات يقوم بها الطالب في مسوّدة خارجية، أما الصورة النهائية للتحرير والمطلوبة منكم هي كالتالي:
الصورة النهائية لتحرير المسألة:
● مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه لتذكرة للمتقين}:
مرجع الضمير في الآية هو القرآن، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدلّ له ابن كثير بقوله تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44].
.
المثال الثاني
مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) )
اقتباس:
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) ) قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله تعالى: {ولقد رآه بالأفق المبين}. يعني: ولقد رأى محمّدٌ جبريل الذي يأتيه بالرّسالة عن اللّه عزّ وجلّ على الصورة التي خلقه اللّه عليها، له ستّمائة جناحٍ، {بالأفق المبين}. أي: البيّن، وهي الرّؤية الأولى الّتي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. كما تقدّم تفسير ذلك وتقريره، والدّليل عليه أنّ المراد بذلك جبريل عليه السّلام، والظّاهر واللّه أعلم أنّ هذه السّورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنّه لم يذكر فيها إلاّ هذه الرّؤية وهي الأولى. وأمّا الثّانية وهي المذكورة في قوله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذ يغشى السّدرة ما يغشى}. فتلك إنّما ذكرت في سورة (النّجم) وقد نزلت بعد (الإسراء) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/339] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} أي: رأى محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ عليهِ السلامُ بالأفقِ البيِّن، الذي هو أعلى ما يلوحُ للبصرِ). [تيسير الكريم الرحمن: 913] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (23- {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}؛ أَيْ: قَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ جِبْرِيلَ بِمَطْلِعِ الشَّمْسِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ فِي صُورَتِهِ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: رَآهُ نَحْوَ أَجْيَادٍ، وَهُوَ مَشْرِقُ مَكَّةَ). [زبدة التفسير: 586] |
- أقوال المفسّرين في مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين):
- ما ورد في تفسير ابن كثير: هو جبريل عليه السلام.
- ما ورد في تفسير السعدي: هو جبريل عليه السلام.
- ما ورد في تفسير الأشقر: هو جبريل عليه السلام.
- الأدلة:
قال ابن كثير:
وهي الرّؤية الأولى الّتي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. كما تقدّم تفسير ذلك وتقريره، والدّليل عليه أنّ المراد بذلك جبريل عليه السّلام، والظّاهر واللّه أعلم أنّ هذه السّورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنّه لم يذكر فيها إلاّ هذه الرّؤية وهي الأولى.
وأمّا الثّانية وهي المذكورة في قوله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذ يغشى السّدرة ما يغشى}. فتلك إنّما ذكرت في سورة (النّجم) وقد نزلت بعد (الإسراء)
- إسناد كل قول إلى قائله:
الأول: ذكره ابن كثير.
الثاني: ذكره السعديّ.
الثالث: ذكره الأشقر.
- نوع الأقوال من حيث الاتفاق أو التقارب أو التباين.
الأقوال متفقة.
كما اتفقنا فإن الخطوات السابقة تُفصل في مسوّدة خارجية، ويكون العرض النهائي للمسألة كالتالي:
● مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين)
مرجع هاء الضمير هو جبريل عليه السلام، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
قال ابن كثير: وهي الرّؤية الأولى الّتي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. كما تقدّم تفسير ذلك وتقريره، والدّليل عليه أنّ المراد بذلك جبريل عليه السّلام، والظّاهر واللّه أعلم أنّ هذه السّورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنّه لم يذكر فيها إلاّ هذه الرّؤية وهي الأولى.
وأمّا الثّانية وهي المذكورة في قوله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذ يغشى السّدرة ما يغشى}. فتلك إنّما ذكرت في سورة (النّجم) وقد نزلت بعد (الإسراء).
.
المثال الثالث
معنى (اتسق) في قوله تعالى: (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)) الانشقاق.
اقتباس:
تفسير قوله تعالى: (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) ) قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والقمر إذا اتّسق}. قال ابن عبّاسٍ: إذا اجتمع واستوى. وكذا قال عكرمة ومجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ ومسروقٌ وأبو صالحٍ والضّحّاك وابن زيدٍ، {والقمر إذا اتّسق}: إذا استوى. وقال الحسن: إذا اجتمع، إذا امتلأ. وقال قتادة: إذا استدار. ومعنى كلامهم: أنّه إذا تكامل نوره وأبدر جعله مقابلاً للّيل وما وسق). [تفسير القرآن العظيم: 8/359] |
- ننبه هنا على أمر مهمّ وهو العناية بأقوال السلف التي ينقلها المفسّرون.
- إذا ما تكرر عنهم نفس القول يُذكر مرة واحدة وينسب لجميع من قال به من السلف، ثم يذكر اسم المفسّر الذي أورد عنهم هذه الأقوال.
- وإذا تقاربت أقوالهم تذكر على انفراد، ثم في النهاية تستخلص منها عبارة جامعة، وتنسب إليهم أيضا مع الإشارة إلى أنهم قالوا ما يقارب هذا المعنى وليس أنهم ذكروا نصّ العبارة، ويذكر كذلك اسم المفسّر الذي نقلها عنهم.
ويتضح لكم ذلك في المثال الحاليّ:
- الأقوال الواردة في معنى (اتّسق):
القول الأول: اجتمع واستوى، قاله ابن عباس.
القول الثاني: استوى، وهو قول عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير ومسروق وأبو صالحٍ والضّحّاك وابن زيد.
القول الثالث: اجتمع وامتلأ، قاله الحسن.
القول الرابع: استدار، وهو مروي عن قتادة.
- الأدلة : _____
- إسناد الأقوال: (تمّ ضمن الخطوة الأولى تيسيرا).
- نوع الأقوال من حيث الاتفاق والتباين:
الأقوال متقاربة، لأنها عبّرت عن المعنى بألفاظ متقاربة تصبّ في النهاية في نفس المعنى، ولتوضيح معنى التقارب فإننا نقول إنه لا يمكن أن نأتي بلفظة واحدة ترادف تماما معنى الاتّساق في اللغة، بل إن من العلماء من قال إن الترادف التامّ بين الألفاظ غير موجود، وخاصّة في القرآن، بل كل لفظ يضيف معنى غير موجود في اللفظ الآخر مهما كان قريبا منه في المعنى، لذلك فإن كل مفسّر يعبر بلفظة تقارب معنى اللفظة المفسّرة، ومن مجموع أقوالهم يتبيّن المعنى المقصود، والمعنى المقصود هنا هو "إبدار القمر".
فتذكر هذه الأقوال الواردة عن السلف، ثم يوضع المعنى الذي يجمعها، وبذلك نكون عبّرنا عن خلاصة كلامهم في معنى الاتّساق.
ويكون تحرير الأقوال في المسألة كالتالي:
● معنى (اتّسق).
أورد ابن كثير في معناها أقوالا عن السلف:
فالقول الأول: اجتمع واستوى، قاله ابن عباس.
والقول الثاني: استوى، وهو قول عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير ومسروق وأبو صالح والضّحّاك وابن زيد.
والقول الثالث: اجتمع وامتلأ، قاله الحسن.
والقول الرابع: استدار، وهو مروي عن قتادة.
وبالنظر إلى الأقوال السابقة نخلص إلى أن معنى (اتّسق): تكامل نوره وأبدر.
وهذا خلاصة ما روي عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير ومسروق وأبو صالح والضّحّاك وابن زيد والحسن وقتادة، كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
.
المثال الرابع
معنى "مور السماء" في قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً (9)} الطور.
اقتباس:
تفسير قوله تعالى: { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً} قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : وقوله تعالى: { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } قال ابن عباس وقتادة: تتحرك تحريكاً. وعن ابن عباس: هو تشققها. وقال مجاهد: تدور دوراً. وقال الضحاك: استدارتها وتحركها لأمر الله، وموج بعضها في بعض. وهذا اختيار ابن جرير أنه التحرك في استدارة. قال: وأنشد أبو عبيدة معمر بن المثنى بيت الأعشى فقال: كَأَنَّ مِشْيَتَها منْ بيتِ جارتِها *** مَوْرُ السَّحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ). [تفسير القرآن العظيم] |
- نقوم بنفس الخطوات في المثال السابق:
- الأقوال الواردة في معنى "مور السماء"
القول الأول: تحركها، وهو قول ابن عباس وقتادة.
القول الثاني: تشققها، وهو مروي أيضا عن ابن عباس
القول الثالث: دورانها، وهو قول مجاهد.
القول الرابع: استدارتها وتحركها لأمر الله، وموج بعضها في بعض، وهو مروي عن الضحّاك، وهو اختيار ابن جرير.
- الأدلة والشواهد:
استشهد ابن جرير ببيت الأعشى:
كَأَنَّ مِشْيَتَها منْ بيتِ جارتِها *** مَوْرُ السَّحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
- إسناد الأقوال:
تمّ ضمن الخطوة الأولى تيسيرا.
- نوع الأقوال من حيث الاتفاق والتباين:
الأقوال متقاربة، لأنها عبّرت عن معنى واحد بألفاظ متقاربة كما ذكرنا في المثال السابق، فالمور في اللغة ليس حركة فقط أو دورانا فقط بل مدلوله أوسع إذ هو حركة فيها اضطراب وخفة ودوران وتموّج، فمن اقتصر على أحد هذه المعاني فإنما هو من باب تقريب المعنى فقط وليس حصره فيها، ويكون المعنى الحقيقي شاملا لعدّة معان وهذا من بلاغة القرآن وإعجازه.
فمعنى المور في الآية هو التحرك في استدارة وما ينتج عنه من تشقق وتصدع للسماء بين يدي الساعة.
ويكون تحرير الأقوال في المسألة كالتالي:
● معنى " مور السماء" في قوله تعالى: (يوم تمور السماء مورا)
قد أورد ابن كثير في معناه أقوالا عن السلف:
القول الأول: تحركها، وهو قول ابن عباس وقتادة.
القول الثاني: تشققها، وهو مروي أيضا عن ابن عباس.
القول الثالث: دورانها، وهو قول مجاهد.
القول الرابع: استدارتها وتحركها لأمر الله، وموج بعضها في بعض، وهو مروي عن الضحّاك، واختاره ابن جرير، واستشهد ببيت الأعشى:
كَأَنَّ مِشْيَتَها منْ بيتِ جارتِها *** مَوْرُ السَّحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
فمور السماء: تحركها واستدارتها وموج بعضها في بعض وتشققها.
وهو خلاصة ما ورد عن ابن عباس ومجاهدٌ وقتادة والضّحّاك، كما أورد عنهم ابن كثير.
.
المثال الخامس
معنى "كورت" في قوله تعالى: {إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) } التكوير.
اقتباس:
تفسير قوله تعالى: {إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } يعني: أظلمت. وقال العوفي عنه: ذهبت. وقال مجاهد: اضمحلت وذهبت، وكذا قال الضحاك. وقال قتادة: ذهب ضوءُها، وقال سعيد بن جبير: كورت: غورت. وقال الربيع بن خثيم: كورت: يعني: رمي بها، وقال أبو صالح: كورت: ألقيت، وعنه أيضاً: نكست، وقال زيد بن أسلم: تقع في الأرض. قال ابن جرير: والصواب من القول عندنا في ذلك: أن التكوير جمع الشيء بعضه على بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها إلى بعض، فمعنى قوله تعالى: { كُوِّرَتْ }: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك، ذهب ضوءُها). [تفسير القرآن العظيم] |
- الأقوال الواردة في معنى (كوّرت):
القول الأول: أظلمت، وهو قول ابن عباس وعلي بن أبي طلحة.
القول الثاني: ذهبت، وهو مروي عن العوفي.
القول الثالث: اضمحلت وذهبت، وهو قول مجاهد والضحاك.
القول الرابع: ذهب ضوءُها، وهو مروي عن قتادة.
القول الخامس: غوّرت، وهو مروي عن سعيد بن جبير.
القول السادس: رمي بها، وهو قول الربيع بن خثيم.
القول السابع: ألقيت، وهو قول أبي صالح.
القول الثامن: نُكست، وهو قول آخر عن أبي صالح.
القول التاسع: وقعت على الأرض، وهو مروي عن زيد بن أسلم.
- نوع الأقوال من حيث الاتفاق والتباين:
الأقوال متقاربة، حيث أنها تعبر عن معنى واحد بألفاظ متقاربة، والمعنى المقصود هنا هو جمع الشمس بعضها إلى بعض وإلقاؤها ومن ثمّ ذهاب ضوئها.
فيشار إلى هذه الأقوال الواردة عن السلف، ثم يوضع المعنى الذي يجمعها، وقد جمع ابن جرير بين هذه الأقوال كما وضح لكم في التفسير.
ويكون تحرير الأقوال في المسألة كالتالي:
معنى "كورت" في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت):
أورد ابن كثير في معناها أقوالا عن السلف:
القول الأول: أظلمت، وهو قول ابن عباس وعلي بن أبي طلحة.
القول الثاني: ذهبت، وهو مروي عن العوفي.
القول الثالث: اضمحلت وذهبت، وهو قول مجاهد والضحاك.
القول الرابع: ذهب ضوءُها، وهو مروي عن قتادة.
القول الخامس: غوّرت، وهو مروي عن سعيد بن جبير.
القول السادس: رمي بها، وهو قول الربيع بن خثيم،.
القول السابع: ألقيت، وهو قول أبي صالح.
القول الثامن: نُكست، وهو قول آخر عن أبي صالح.
القول التاسع: وقعت على الأرض، وهو مروي عن زيد بن أسلم.
وبالنظر إلى هذه الأقوال يكون معنى التكوير جمع الشيء بعضه على بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها إلى بعض، فمعنى قوله تعالى: {كُوِّرَتْ}: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك، ذهب ضوءُها، وهذا ما ذهب إليه ابن جرير كما ذكر ابن كثير في تفسيره.
وهو حاصل أقوال ابن عباس ومجاهد وقتادة وعلي بن أبي طلحة وسعيد بن جبير والضحاك والعوفي والربيع بن خثيم وأبي صالح وزيد ابن أسلم، والتي أوردها ابن كثير في تفسيره.
.
تنبيهات وإرشادات
- عدد الأقوال الواردة في المسألة ليس له علاقة بعدد التفاسير التي نستخرج منها الأقوال، وقد يُذكر في التفسير الواحد عدة أقوال في المسألة، وقد لا يذكر في جميع التفاسير إلا قول واحد.
- قد يجمع الطالب في أول دراسته للمسألة عشرة أقوال ثم يمكن في النهاية اختصارها في عدد أقل بكثير إذا حذفنا المكرر منها، وجمعنا المتقارب.
- يراعى عند إسناد الأقوال الترتيب التاريخي لوفيّات المفسّرين، فنقول: ذكره ابن كثير والسعديّ والأشقر، وليس العكس.
.